عبد الناصر والوحدة العربية

عبد الناصر والوحدة العربية

أيها الأخوة المواطنون!

” لقد قامت دولة كبرى في هذا الشرق، ليست دخيلة فيه، ولا غاصبة، ليست عادية عليه ولا مستعدية، دولة تحمى ولا تهدد، تصون ولا تبدد، تقوى ولا تضعف، توحد ولا تفرق، تسالم ولا تفرط، تشد أزر الصديق، ترد كيد العدو، لا تتحزب ولا تتعصب، لا تنحرف ولا تنحاز، تؤكد العدل، تدعم السلام، توفر الرخاء لها، لمن حولها، للبشر جميعا، بقدر ما تتحمل وتطيق، لقد قامت الجمهورية العربية المتحدة”

في الثاني والعشرين من شهر شباط ١٩٥٨ أعلن عن قيام الوحدة العربية بين مصر وسوريا، أعلن عن قيام أول وحدة عربية في التاريخ العربي المعاصر، ومع أنه لم يكتب لهذه الوحدة البقاء لغلبة القوى المعادية، إلا أن احتفال المؤمنين بالوحدة العربية وعلى امتداد الوطن العربي بهذا اليوم من كل عام ما هو إلا تأكيد على الرغبة الأصيلة من أجل تحقيق هذا الهدف الذي هو أمل كل الأحرار العرب.

لقد قامت الوحدة بين مصر وسوريا لتؤكد أن الوحدة ممكنة لأنها الأمر الطبيعي وأنها التعبير عن حركة الجماهير إلى التقدم. قامت لتقدم رد الأمة العربية على أطماع الاستعمار في هذه المنطقة، هذه الأطماع التي عبّر عنها الخبراء في لندن وباريس وأمستردام في مؤتمراتهم السنوية بين ١٩٠٤ و١٩٠٧، الذين أكّدوا “بأن هناك خطر مهدد يكمن في البحر المتوسط بالذات باعتباره همزة الوصل بين الشرق والغرب ويعيش على شواطئه الجنوبية والشرقية بصفة خاصة شعب واحد تتوافر له وحدة التاريخ والدين واللغة وكل مقومات التجمع والترابط” وذلك فضلًا عن نزعاته الثورية وثرواته الطبيعية الكبيرة. فماذا تكون النتيجة لو نقلت هذه المنطقة الوسائل المدنية ومكتسبات الثورة الصناعية الكبرى مع انتشار التعليم والثقافة.

وإن كان واضحًا لدينا التحرك الخبيث لأميركا والاستعمار في أوروبا وخاصة بريطانيا من أجل منع بناء الوحدة ليتأكد لنا بعدها حتمية الصراع مع أميركا والغرب. وإن كان واضحًا للجميع بأن هناك من أراد إشباع مطامعه الذاتية من خلال قيام الوحدة وأن القوى الانعزالية والرجعية العربية عملت ليل نهار من أجل منع أي تجمع وحدوي أو عمل عربي موحد.

ويقول القائد الخالد جمال عبد الناصر: ” إن الوحدة هي ليست نداء يردد أصداء الماضي وإنما الوحدة العربية أصلًا وأساسًا هي نداء بالتجمع والانطلاق إلى بناء المستقبل وتوفير رخائه”.

من هنا كان استشراس هذه الأنظمة العربية الرجعية لمعاداة أي وحدة عربية تقوم قديمًا وحديثًا لأن ذلك يصب في انهيار هذه الأنظمة لتنطلق بعدها قوى التقدم والعروبة لإنقاذ فلسطين والمساهمة في تغيير هذه الأنظمة. لذلك فإن النضال من أجل الوحدة هو نضال من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية، بل هو من أجل تأكيد سيادة الشعب على أرضه في الخليج أو في الأردن أو في المغرب والسودان ومصر وفي كل بقعة توجد فيها قواعد أميركية واعتراف بالعدو الإسرائيلي إلا دليل ساطع على محاربة أي تغيير ثوري في المنطقة وعدم قيام نظام مناهض للغرب، وخصوصًا قيام أي وحدة على الأرض العربية. أما المقاومة الفلسطينية التي تعمل على مقارعة الاحتلال الإسرائيلي بشكل شبه يومي تعرف أن تحرير الأرض لا يأتي إلا عن طريق الجهاد الذي يمارسه الشعب الفلسطيني على أرضه ضد الاحتلال البغيض بالدم النقي.

ولقد استطاعت هذه المقاومة الشعبية المناهضة للاحتلال أن تحرك الشعب الفلسطيني من شعب من اللاجئين على شعب من المقاتلين والمجاهدين والشهداء في كل يوم، واستطاع هذا الشعب الجبار أن يفرض نفسه على كل الشعوب وجعلها تتفاعل مع قضيته ويبقيها حيّة ونشطة.

يقول القائد الخالد جمال عبد الناصر: “إن المقاومة الفلسطينية – وهذا ما يجب أن يعرفه الجميع ويلتزمون به إيمانا ويقينًا – جاءت لتبقى وسوف تبقى حتى تعيد تأسيس وطنها الفلسطيني وحتى يتأكد ممارسة هذا الوطن لدوره ضمن المنظار الشامل لأمته العربية ليكون جزءًا من هذه الوحدة الكاملة التي ينشدها كل الشرفاء والأحرار العرب من المحيط إلى الخليج. “إننا نقاتل من أجل أمة واحدة، من أجل وطن واحد، ومن أجل عدو متكالب علينا جميعًا” جمال عبد الناصر

ليست الوحدة العربية بحاجة إلى إثبات، بل هي واقع يحرك أعماق الجماهير العربية وخصوصًا المثقّفين منها وطلائع الشباب الواعي المسؤول. فهي حقيقة الوجود العربي ذاته، وهي ثمرة القومية العربية، وهي هدف يحتّمه تطور العالم المعاصر وانقسامه إلى كتل كبيرة. وهي وسيلة فضلى لتحقيق كرامة الانسان العربي وعزته ووجوده بين الشعوب.

لقد عبّر جمال عبد الناصر عن آمال الأمة العربية في الوحدة وهو كذلك وضّح الصعاب التي واجهت وتواجه هذه الوحدة فقال: “الوحدة العربية هدف غالٍ وعزيز، هدف راود آمال الأمة العربية على مر السنين، بل على مر القرون، في القرن العاشر والحادي عشر، أيام الإسلام وأول الفتح الإسلامي وبعد ذلك، كانت الوحدة أملً يتحقّق، ولكنه كان أملًا صعبًا لأن أعداءه كثيرون”

إن المقاومة الفلسطينية مطالبة بالعمل الجاد نحو وحدة فصائلها، وبناء علاقاتها مع الجماهير العربية المؤمنة بالثورة الفلسطينية وهي تشمل كل الشعب العربي في جميع الأقطار وخصوصًا البلدان المطبّعة مع العدو الإسرائيلي، ولكون شعوب هذه الدول المطبّعة مع العدو الإسرائيلي تكاد تكون هي الأصل في مواجهة المخططات الشيطانية.

إن الوحدة العربية ليست حركة عنصرية وإنما هي حركة إنسانية، هي حركة الأمة العربية جمعاء لأنها عاشت نفس التاريخ تعيش نفس النضال وتتجه لنفس المصير. ولم تعد الوحدة العربية مجرد تحقيق لماضٍ سلف، بل هي ضرورة مباشرة في معركة الوجود العربي ضد الاستعمار بشكليه القديم والحديث. فالطريق لتحرير فلسطين أيها السادة يمر عن طريق الجهاد الدائم والكفاح المستمر ضد الغزو الأميركي، وضد تآمر الغرب، وضد تعنّت العدو الإسرائيلي وخيانة الأنظمة الرجعية العربية. وشعوب الدنيا كلّها تؤمن بأن الأرض لا يردّها إلا الأقوياء من بني أمتي: “ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة”. فالقوة هي ملح الأرض، والقوة هي الفَلَاح وهي حيّ على خير العمل. يقول القائد الخالد جمال عبد الناصر: ” الحق بغير القوة ضائع، وإن أمل السلام بغير إمكانية الدفاع عنه استسلام، المبادئ بغير مقدرة على حمايتها أحلام مثالية، مكانها في السماء وليس لها على الأرض مكان”.

أنت وحدوي، وتؤمن بالعمل الجماعي، إذًا أنت ناجح وقوي، أنت ثوري وتؤمن بتحرير الأرض إذا الأرض ستتحرر رغم أنف العدو وأنت على الطريق السليم. أنت فدائي، إذًا ستجابه العدو الإسرائيلي وتواجهه رغم كل الصعاب وستنتصر عليه وستعود القدس حرة أبيّة، وستعود عاصمة للأرض والسماء.

يقول الرسول الأكرم (ص):”إن يد الله مع الجماعة”، فلنتشابك الأيدي على طريق الحق، على طريق الانتصار والمحبة، ولنعبّد طريق الوحدة التي نادى بها جمال لأنها هي طريق الحق والشموخ والعزّة، “لأن النصر عمل، والعمل حركة، والحركة فكر، والفكر فهم وإيمان إن كل شيء يبدأ بالإنسان”. هكذا علّمنا جمال، وهكذا سنكمل المشوار.

إن دولة الوحدة ستتيح الفرصة الجديّة لانطلاق الاقتصاد العربي انطلاقًا سريعًا. فالحدود الإقليميّة كانت وما زالت عاملًا أساسيًا يضع العراقيل لانطلاق اقتصاد عصري، باعتبار أن التسويق هو الوجه الآخر للتصنيع، وضيق الأسواق القطرية يعتبر عاملًا هامًا يعرقل التطور الاقتصادي العربي، ويمنعه أن يأخذ مكانه الصحيح. ولذلك فإن الجانب الاقتصادي للوحدة العربية يهيئ الظروف الموضوعية لقيام اقتصاد عصري، ولإنشاء صناعات متعدّدة تستطيع أن تقف بجدارة في وجه المزاحمة الأجنبية. كما وأنّها تحقّق الاكتفاء الذاتي لجميع الأقطار العربية وعدم الحاجة للواردات من أي بلد أجنبي.

أمّا الثروات الطبيعيّة الكبرى والمتوفرة في الوطن العربي، فهي التي تهيئ الفرصة للإفلات من التبعيّة الاقتصادية للغرب. ولأن المسألة الحاسمة في التطور الاقتصادي ليست مسألة توظيفات فحسب، بل هي مسألة تبادل أيضًا. كما أن الوحدة تزيل المزاحمة والتسابق في البحث عن التمويل الأجنبي. كما وستزيل أخيرًا عدم التساوي في توزيع الموارد الوطنيّة ووسائل العمل في جميع أقطار الوطن العربي.

إن التطور الموضوعي لعالمنا الراهن تحت يحثّ الخطى تكتّلات كبرى من الشعوب، وقد وجدت تكتَلات ومعاهدات اقتصاديّة كثيرة، وما الشوق الأوروبيّة المشتركة وتوحيد النقد واختيار اليورو كنقد أوروبي موحّد في تلك الدول الأوروبيّة، وفرض الدولار كنقد وحيد في معظم دول العالم دليل واضح على دور النقد الخطير في هذا العالم العجيب. إن الوحدة العربية ضرورة أكيدة لعالمنا العربي الاقتصادي الذي يجب أن يأخذ دوره بين شعوب العالم. وإن التمزق والفوضى الاقتصادية في عالمنا العربي يحتّم على الجميع المساهمة في تكتّل عربي اقتصادي للدول العربية من المحيط إلى الخليج. وقتها، نستطيع القول: سلام عليك أيّها المستعمر ولا فضَّ فاك.

إن أميركا وحلفاءها الأجانب، اذيالها في العالم العربي يقفون بشراسة ضد أي حركة أو منظمة أو حزب لقتال إسرائيل، لأنهم يعتبرون أن ذلك تهديد مباشر لربيبتهم إسرائيل، وسيساهم في تغيير قيادات الأنظمة العربية الرجعيّة التي تنام بين أحضان أميركا وعلى كتفها.

في الثامن والعشرين من أيلول ١٩٧٠ توفي أول رائد للوحدة العربية، توفي الرئيس جمال عبد الناصر بعد قمع الفتنة الدموية التي حصلت بين المقاومة الفلسطينية والجيش الأردني، وقد عمل القائد الخالد ليلًا ونهارًا حتى استطاع وأد تلك الفتنة الخطيرة. وفي نفس الوقت كان الرئيس الأميركي جونسون يستعرض قواته العسكرية في البحر الأبيض المتوسط بقيامه بمناورات عسكرية هائلة بحرًا وجوًا وفي كل مناطق وجود جيشه، في الدول المجاورة التي يوجد له فيها قواعد عسكرية، وخصوصا في الوطن المحتل. وعندما تمّ إخباره برحيل القائد الخالد جمال عبد الناصر أمر القوات الأميركية بإيقاف كل تلك المناورات العسكرية وإلغائها. وعند سؤاله عن السبب أجاب: ” الذي كنت أريد أن أسمعه ضرب المدافع قد مات”.

وأذكر في تلك الأثناء أن الإعلامي الكبير محمد حسنين هيكل وبعد نكسة ١٩٦٧، كتب في جريدتي الأهرام المصرية والأنوار اللبنانيّة، وخلال ثلاثة أسابيع متتالية: “ماذا تريد أميركا منا؟” تريد أميركا استسلام كامل للدول والجيوش العربية لصالح إسرائيل ليس في زمن عبد الناصر فحسب، ولكن في كل الأوقات وخصوصًا الحصار الاقتصادي المميت الذي تفرضه علينا وعلى عدة دول عربية أخرى لرفع راية الهزيمة والاستسلام. ولكن الظروف تغيّرت والصمود الشعبي الجبار الموجود، بالإضافة إلى تحرّك المجاهدين في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن قد يقلب الصورة نهائيًا وتحمل أميركا عصاها وترحل من بلادنا وتأخذ معها حبيبتها إسرائيل.

وهكذا كان الرئيس جمال عبد الناصر رائدًا للعمل الوحدوي والتقدم في كل الميادين التي يريدها القائد لشعبه. زلكن مؤامرات الأعداء وحقد الأنظمة وتفاهة قياداتها تكالبت عليه من كل جانب وسدّت طريقه الوحدوي، فحصل الانفصال لتخيب آماله وآمال شعبه في الحرية والوحدة، فأسلم روحه إلى ربه عسى أن تكون رحمة السماء خيرًا من شقاء هذه الدنيا.

يقول عبد الناصر: لقد أعطيت لهذه الثورة عمري، وسيبقى لهذه الثورة عمري، واسوف أبقى هنا ما أراد الله أي أن أبقى! أقاتل بجهدي كله من أجل مطالب الشعب، وأعطي حياتي لحق الجماهير في الحياة”.

لقد كافحت ثورة ٢٣ يوليو تموز وناضلت من أجل الوحدة العربية باعتبارها أمل التحرّر وأداته، وتحملت في سبيل ذلك الحرب النفسيّة وحرب التجويع والحرب الباردة والحرب الساخنة!

أيها الراحل الكبير، يا أبا خالد، لقد عاش الشعب العربي بوجودك العزة والعنفوان والكرامة والأمل بالوحدة مهما تآمر المتآمرون. وقدّمت العلم للجميع بعدما كان محتكرًا من قبل فئة قليلة، ليس في مصر وحدها، ولكن في لبنان وسوريا والعراق، فمكّنت الفقير في جميع الأقطار العربية أن يكمل دراسته بعدما افتتحت له المعاهد والجامعات بشكل شبه مجاني. والجامعة العربية في لبنان تشهد على ذلك بعد أن خرّجت الكثير الكثير من الشباب وفي مختلف الاختصاصات، في وقت كان العلم محتكرًا لفئة ال ٥٪ في لبنان ومختلف البلاد العربية.

وبعد هذا نسأل: هل يرفع الشعب العربي راية الاستسلام والهزيمة؟ أبدًا، إن هذا الشعب وهؤلاء الشباب الطليعيون، سيكملون المشوار الذي بدأه القائد بالدفاع عن أرضهم وعن كرامتهم ضد إسرائيل وأميركا وأعوانهم. إن شباب المقاومة يعرفون الدرب جيدًا، إن كان في فلسطين أو في لبنان أو في العراق، وفي سوريا واليمن، مستقويون بالإرادة الشعبيّة في الشارع العربي الهادر الذي يصرّ وبالإلحاح الإيماني وبالتدريب العلمي والتقني، وبالحس الرباني على ردع إسرائيل وما تمثّل في منطقتنا وإنقاذ أرضنا المقدسة من هؤلاء الزمرة الشيطانيّة وقلعهم من الأساس حتى تتطهر هذه الأرض التي قدمت الكثير الكثير من القادة والاستشهاديين!

يقول الشاعر العربي نزار قباني في رثاء القائد الخالد جمال عبد الناصر بعنوان “إليه في يوم مولده”:

“زمانك بستان وعصرك أخضر .. وذكراك عصفور من القلب ينقر

ملأنا الاقداح يامن نحبه .. سكرنا كما الصوفى يسكر

دخلت على تاريخنا ذات ليلة .. فرائحة التاريخ مسك وعنبر

وكنت فكانت في الحقول سنابل .. وكنتَ عصافير، وكان صنوبر

لمست أمانينا فصارت جداولا.. وأمطرتنا حبا ولا زلت تمطر

تأخرت عن وعد الهوى يا حبيبنا .. وما كنت عن وعد الهوى تتأخر

سهدنا وفكرنا وجفت دموعنا .. وشابت ليالينا وما كنت تحضر

تعاودنى ذكراك كل عشية .. ويورق فكرى حين فيك أفكر

وتابى جراحى أن تضم شفاهها .. كأن جراح الحب لا تتخثر

وأحبك لا تفسير عندى لصبوتي .. أفسر هذا والهوى لا يفسر

تأخرت يا أغلى الرجال فليلنا .. طويل وأضواء القنابل تسهر

تأخرت فالساعات تأكل نفسها .. وأيامنا فى بعضها تتعثر

أتسأل عن أعمارنا؟ أنت عمرنا .. وأنت لنا المهدى أنت المحرر

وأنت يا أبو الثورات، أنت وقودها .. وأنت انبعاث الأرض أنت التغير

تضيق قبور الميتين بمن فيها .. وفى كل يوم أنت فى القبر تكبر

تأخرت عنا فالحياة حزينة .. وسيفك من أشواقه كاد يكفر

حصانك في سيناء يشرب دمعه .. ويا لعذاب الخيل إذ تتذكر

وراياتك الخضراء تمضغ دربها .. وفوقك آلاف الأكاليل تضفر

نساء فلسطين تكحلن بالأسى .. وفى بيت لحم قاصرات، وقصر

وليمون يافا يابس فى حقوله .. وهل شجر فى قبضة الظلم يزدهر

رفيق صلاح الدين هل لك عودة .. فإن جيوش الروم تنهى وتأمر

رفاقك فى الأغوار شدوا سروجهم .. وجندك فى حطين صلوا وكبروا

تغنى بك الدنيا كأنك طارق .. على بركات الله يرسو ويبحر

تناديك من شوق مآذن مكة .. وتبكيك بدر يا حبيبي وخيبر”.

أما الدكتور سليم حيدر (وزير وتائب وسفير لبناني سابق)، فيقول في ذكرى أربعين عبد الناصر:

ردّه يا جمال ردّ الزمانا            نصف قرن وقف به ريّانا

فهناك الزمان سجل وقفًا        واصطفاك المقياس والزمانا

لن تسودي يا دولة الغضب.    مهما نلت بالمال والزنا أعوانا

أرضنا الطهر تلفظ العهر تهوى     سبل القمح لا تبغَ الزؤانا

كل شبر للغاصب لشبر قبر         فاقذفي يا بنادق الإعلانا

يا جمال بالوحدة الكبرى             جمعت الإنجيل والقرآنا

شرف للجهاد دين ودنيا              أن تضمَ الأهلّة الصلبانا

اللهم أعطنا المعرفة الحقّة لندرك بأن الخائفين لا يصنعون الحريّة، والضعفاء لا يخلقون الكرامة، والمتردّدين لن تقوى أيديهم المرتعشة على البناء.

About Author

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Scroll to Top